المغاربة لم يرحبوا بالقطار بالبدابة ...............هده هي التفاصيل

المغاربة لم يرحبوا بالقطار بالبدابة ...............هده هي التفاصيل

عندما وصل المسؤولون الدبلوماسيون والعسكريون الأوائل إلى المغرب عن طريق طنجة، كان أول ملاحظة وضعوها هي ضرورة ربط مدينة طنجة بفاس عبر القطار، إذ لم يكن السفراء الذين يصلون إلى المغرب بشكل منتظم منذ العقود الثلاثة الأخيرة قبل قرن ونصف، يرتاحون لطول الرحلات التي يقطعونها من طنجة وصولا إلى فاس، حيث كانوا يضربون مواعيد لقاءات داخل القصر الملكي. وهكذا تم إحداث أول خط سككي لربط المدينتين. وحسب المعطيات المتوفرة في الموضوع، فإن أشغال إنشاء السكة الحديدية بين طنجة وفاس، تم سنة 1914، بشراكة بين شركتين فرنسية وإسبانية.

غاب الإنجليز عن «الصفقة» رغم أنهم كانوا أول من فكر في عملية الربط السككي عندما كانت المفوضية البريطانية في المغرب. لكن الأحداث التي حسمت الأمور لصالح فرنسا، جعلت الإنجليز بعيدين تماما عن صفقة إنشاء السكة الحديدية رغم أنهم فكروا في الأمر منذ البداية.

معطيات تاريخية أخرى تقول إن مدينة الناظور، كانت هي المخطط الأول في عملية إنشاء السكك، إذ فكر الإسبان مبكرا قبل سنة 1911 في ربط مدينة مليلية المحتلة بالناظور لتسهيل عمليات نقل المعادن التي خططت إسبانيا لاستغلالها في المنطقة.

ارتبطت أشغال السكك بالقرب من أماكن التنقيب عن المعادن، أكثر مما ارتبطت بربط المدن لتسهيل تنقلات المسافرين. اکانت وجدة في الجهة الشرقية سباقة هي الأخرى للتعرف على القطارات، إذ أن الخط السككي الممتد من الجزائر، قد وصل إليها في إطار تمديد خط القطار الفرنسي إلى المغرب بعد معاهدة الحماية.

الكن أشغاله لم تبدأ إلا بعد سنوات على المعاهدة، بعد أن كان محور طنجة وفاس مشغلا. لكن المغاربة، أمام كل هذه الأحداث المتلاحقة، بقوا بعيدين تماما عن القطارات وما يرتبط بها، حتى أنهم كانوا يعتبرونها من شرور الاستعمار. عندما وصل أول قطار، وكانت سكته «مؤقتة»، من طنجة إلى فاس، قامت الدنيا ولم تقعد. وكانت فرنسا قد اطمأنت تماما إلى أنها قد ابسطت نفوذها على المغرب. أما الإنجليز فقد كانوا يرون بأعينهم کیف أن فرنسا سحبت البساط من تحت أرجلهم رغم أنهم وصلوا إلى المغرب وعززوا فرصهم فيه قبلها. لايوجد تاريخ مضبوط يؤرخ للحادث، إلا أن بعض المعطيات تشير إلى أن أول عملية ربط بدأت سنة 1914، ليتم لاحقا استبدال السكة وتعويضها بسكة