Header Ads

  • عــــــاجــــــــل

    ماسي انشاء السكة الحديدية بالمغرب

    ماسي انشاء السكة الحديدية بالمغرب 


    كانت صحيفة إسبانية تصدر في طنجة سنة 1909 | عنونت صفحتها الأولى بعنوان بدا مثيرا لقراء ذلك الوقت، إذ جاء في العنوان أن عصر القطارات يطرق باب المغرب وقتها «أظهر الفرنسيون أسنانهم» من فرط الانتشاء بالانتصار الذي أحرزوه على الإنجليز، فقد حكى كثيرون في مذكراتهم عن القطارات وكيف انبهر المغاربة بها، بل أورد مراسل «التايمز» من طنجة سنة 1908 قصة رجل مغربي لم ير في حياته قطارا، وهاجر إلى أمريكا لتقديم عروض بهلوانية رفقة أبنائه، ليصدمة القطار ويموت في أمريكا. كان الأجانب يرددون هذه القصة بكثير من السخرية مستغلين جهل المغاربة ب «عالم القطارات» الذي كان وقتها ثورة كبيرة في عالم النقل باوربا، " الوزراء المغاربة «أيام زمان» بدورهم كانوا لا يتورعون في مراسلات رسمية توجد اليوم في أرشيف المكتبة الوطنية بالرباط، وفي الأرشيف الرسمي المخطوطات القصر الملكي، كلها تتحدث عن انبهار سفراء ووزراء مغاربة بالقطارات لأنهم لم يسبق لهم أن رأوها. وهنا نورد شهادة أحد خدام الدولة في سنة 1908، اسمه بن الهاشمي، وهو خريج جامعة القرويين واشتغل كاتبا في القصر الملكي لسنوات إلى أن غادر في فترة حكم المولى يوسف. التقى به مراسل صحيفة «التايمز»، وخصص الله هذا البورتريه الذي نشر لاحقا في إطار مشاهداته الصحفية في المغرب: «أمتع بن الهاشمي الحاضرين بحكايات رائعة عن أشياء رآها عندما أقام بضع سنوات، على حد قوله، في إنجلترا. من الواضح أنه أمضى وقتا قصيرا هناك، وكانت مخيلته واختراعاته في الكلام تجعلني في حالة من القلق. ا



    بعد تلك الحكايات المخيفة والرائعة في آن، أراد أن يثبت الأصدقائه صحة كلامه الذي لا يقبل التحدي، وكان يلوح بيده في اتجاهي متحدثا إلى أصدقائه: «إنة حق، ها هو الرجل الإنجليزي، وهو يعرف». لقد كون لنفسه رأيا في ما رآه هناك. واخترع له تفسيرات انطلاقا من الطريقة المغربية في فهم الأمور. لقد أخبر أصدقاءه، الذين كانوا مهتمين كثيرا بتفاصيل الحديث، بان النساء في بريطانيا لا يتمتعن بالحياء ولا يخجلن

    لم يكن يضعن غطاء على رؤوسهن، وكانت أفواههن مكشوفة للجميع. كانت بعض النساء يضعن ثوبا شفافا على وجوههن، لكنك تستطيع رؤيتها رغم ذلك. لقد كن يضعنه فقط من أجل منع الرجال من تقبيلهن في الشارع»، انتقل بعد ذلك إلى الحديث عن عجائب السكة الحديدية: بحق الله! رحلة من لندن إلى مانشستر، لا تكلف إلا ثلاثة أو أربعة دولارات فقط. إنها رحلة طويلة. أكثر من ألف میل. أشهد الله أنني أقول الحق. تأخذ لنفسك مقعدا في مكان يشبه البيت ثم.. بووف.. الغرفة تطير بك. وبعد ثلاث أو أربع ساعات، بفضل الله تعالی، تصل إلى وجهتك. لكن النصارى «الكفار» أجبروني على دفع المال مقابل ورقة خضراء صغيرة. عندما ذهبت إلى مقعدي، جاء إلي
    مخزني»، وقام بقطع جزء صغير من تلك الورقة. بعده جاء مخزني» آخر، وقام بقطع جزء من الورقة مجددا، وكان يضحك على احتجاجي. عندما أنهيت الرحلة ووصلت إلى وجهتي، أخذ مني جندي يرتدي قبعة زرقاء الورقة. بحق الله! إن النصارى كذابون ونصابون».
    لم يكن لينفع أن أشرح لهم أن الورقة عبارة عن تذكرة اللقطار، لقد كانوا مقتنعين ومسلوبين.
    بعيدا عن الإثارة، ارتبط القطار عند المغاربة بالمأساة. سوف نرى في هذا الملف كيف أن المغاربة أجبروا على العمل في ظروف مهينة لتمرير السكة الحديدية. كيف ارتبط القطار بنهب الثروات المغربية، بل وكيف تحولت أشغال تمرير السكة الحديدية في عدد من المناطق إلى مناسبة لإجبار الأعيان المغاربة على تمويل مشروع كانت تشرف عليه شركتان: الأولى فرنسية والأخرى إسبانية

    ليست هناك تعليقات

    Post Top Ad

    Post Bottom Ad