قراصنة تمكنوا من سرقة 12 مليار من حساب بنكي
اخترقوا حسابات شركات وتمكنوا من تحصيل مستحقات في ذمة زبنائها
تمكن قراصنة من اختراق أنظمة معلومات شركات، والسطو على معطيات سرية تهم حساباتها البنكية ومعلومات خاصة بزبنائها.
واستعملت في عمليات الاختراق برمجيات تم إرسالها على أنها خاصة بتدبير المحاسبة، قصد تجريبها والاطلاع على المستجدات المتوفرة في هذا المجال، في حين أنها تتضمن برامج تجسس تتمكن من اختراق النظام المعلوماتي ونسخ المعطيات المخزنة في ذاكرة حواسيب هذه الشركات.
وأكدت مصادر “الصباح” أن القراصنة تمكنوا من الاحتيال على عدد من زبناء هذه الشركات، إذ استغلوا المعلومات التي حصلوا عليها من قاعدة البيانات الخاصة بهم، والمدونة في ملفات المقاولات المستهدفة بعمليات القرصنة، وبعثوا بمراسلات على أساس أنها صادرة عن الوحدات التي تمت قرصنتها لإجراء تحويلات بشأن مبادلات تجارية، واستطاعوا بالفعل الحصول على تحويلات مالية ناهزت 120 مليون درهم (12 مليارا).
وأوضحت المصادر ذاتها أن مترصدي الشركات المستهدفة يرسلون تطبيقات للتحميل بالمجان، تقدم خدمات متنوعة أو ألعابا وبرمجيات للاستعمال المهني، ومن خلالها يتمكنون من الولوج إلى المعطيات السرية، ويتحكمون بواسطتها بالجهاز، ما يتيح لهم استخدام البريد الإلكتروني وكل العمليات، التي تنجز عبر الجهاز، فينجحون في إجراء عمليات دون علم أصحابها.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن عملية الاختراق غالبا ما تنجح بسبب الأخطاء التي يرتكبها مستخدمو الشركات المستهدفة، إذ لا يتقيدون بالإجراءات الضرورية للحماية لتفادي مثل هذه التهديدات، بسبب عدم إلمامهم بالمخاطر المحدقة بهم خلال استعماله حواسيبهم وتصفحهم مواقع على الأنترنيت.
وأفادت مصادر “الصباح” أن إحدى الشركات اكتشفت أنها تعرضت للسطو بعدما توصلت عبر البريد الورقي بإرسالية من أحد زبنائها يستفسرها حول سبب تغيير رقم تعريفها البنكي، ليكتشف أصحابها أنهم كانوا ضحية عملية قرصنة، يرجح أنها تمت من جهاز حاسوب من داخل سوريا.
وتبين أن عددا من زبنائها تعرضوا للاحتيال، إذ حولوا مبالغ هامة إلى حسابات يتم إرسالها إليهم من قبل القراصنة لإجراء التحويلات المالية إليها، ويتم إغلاق هذه الحسابات مباشرة بعد إجراء العملية لإتلاف الأثر ومنع ملاحقتهم.
وتعرضت شركات أخرى لهجمات مماثلة، لكنها تمكنت من اكتشاف الأمر، قبل استغلال المعطيات التي تم الحصول عليها. وأوضحت شركة دولية متخصصة في الأمن المعلوماتي أن المغرب تعرض، خلال 2019، لأزيد من مليون و500 ألف هجوم محلي على أجهزة الحواسيب، تم ضبطها بواسطة التطبيقات الخاصة بالتصدي للهجمات المعلوماتية التابعة لهذه الشركة. وهمت هذه الهجمات ما يناهز 53 في المائة من المستخدمين، ما يضع المغرب في الرتبة 61 على مستوى العالم، في ما يتعلق بالهجمات محلية المصدر.
عبد الواحد كنفاوي
ليست هناك تعليقات